أقدم نصّ في نسب قبيلة المساعيد

 النسبة إلى بني مسعود بن جابر مسعودي ، قال الهجري ( من علماء النصف الثاني من القرن الثالث والنصف الأوّل من القرن الرابع للهجرة ) : " المسعودي من قرد هُذَيْل " ( [1]  ) ، وقال الرّشاطي ( ت 542 هـ " : ( وفي هُذَيْل أيضا مسعود بن جابر بن زيد بن قرد ( [2]  ) ، وقال عبد الحقّ الإشبيلي ( ت 581 هــ ) " المسعوديّ .... وفي هُذَيْل أيضاً مسعود بن جابر بن زيد بن قرد " ( [3]  ) .

قلت : قبيلة بني مسعود هي إحدى قبائل بني قرد بن معاوية من بني معاوية ، وهم من أكبر فروع بني تميم ، وفي بني تميم العدد من بني سعد بن هُذَيْل بن مدركة ، قال اليعقوبي ( ت 292 هــ ) : " وأمّا هُذَيْل بن مدركة فإنّ العدد منهم في بني سعد بن هُذَيْل ، ثمَّ في تميم بن سعد ، ثمَّ في معاوية بن تميم والحارث بن تميم ، وهُذَيْل شجعان أصحاب حروبٍ وغاراتٍ ونجدةٍ وفصاحةٍ وشعرٍ " ( [4]  ) ، وقال : " العدد في سعد بن هُذَيْل " ، وقال في ذكر بني سعد : " العدد في تميم " ، وقال في ذكر بني تميم : " العدد في معاوية " ( [5]  ) ، وقال ابن حزم ( ت 456 هــ ) : " فولد تميم : الحارث ومعاوية وعوف ، والعدد في بني معاوية " ، ولم يذكر ابن حزم ( ت 456 هــ ) من بطون بني معاوية إلاّ بني قرد ( [6]  ) ، وفي ذكره البطون المشهورة من قبيلة هُذَيْل قال ابن حزم : " هؤلاء البطون المشهورة من بني هُذَيْل بن مدركة وهم :
بنو لحيان بن هُذَيْل بن مدركة .
وبنو مخزوم بن صاهلة بن الحارث بن تميم بن سعد بن هُذَيْل بن مدركة .
وبنو قرد بن معاوية بن تميم بن سعد بن هُذَيْل " ( [7]  ) .
قلت : هذه أشهر وأبرز فروع قبيلة هُذَيْل فيما ذكره ابن حزم ( ت 456 هــ ) في القرن الخامس ، ولا تزال لهذه الفروع بقيّة عظيمة إلى يومنا هذا ، وقد ظهرت أسماء بطونٍ جديدةٍ طغت على الأسماء الأصليّة لكلّ من بني صاهلة وبني قرد ، وهم بنو عمرو بن معاوية ، وقد كان بنو مسعود هم أكبر فروع بني قرد ، وأكثرها عدداً ، قال الهجري : عدد قرد في بني مسعود " ( [8]  ) .
قلت : نصّ الهجري ( من علماء النصف الثاني من القرن الثالث والنصف الأوّل من القرن الرابع للهجرة ) هو أقدم نصٍّ عن بني مسعود ، ونصّه هذا يكشف لنا أنّ قبيلة بني مسعود كانت من أكبر قبائل هُذَيْل ، فهي أكبر قبائل بني قرد ، وهم بنو قرد بن معاوية بن تميم بن سعد بن هُذَيْل ( [9]  ) ، وفي بني قردٍ كان العدد من بني معاوية ، وفي بني معاوية كان العدد من بني تميم ، وبهذا فإنّ بني مسعود كانوا من أكبر قبائل هُذَيْل ، وهم من أصحّها وأصرحها نسباً ، ومن أقدمها وجوداً
الموروث النفيس لقبيلة المساعيد في فلسطين

قال الشيخ الأمير مشهور بن ضامن بن بركات المسعودي : إنَّ المساعيد من هذيل ، وإنَّ هذيلاً هو الجدُّ الثَّامن للّمساعيد "  ، وقال : إننا ننتمي إلى عبد الله بن مسعود الهذليّ رضي الله عنه ، وقال : كان المساعيد موجودون في عهد عبد الله بن مسعود " ( جريدة اللِّواء ، عدد رقم 1322 ، ص 21 ، قبيلة المساعيد ، ديارها القديمة ، نسبها ، هجرتها ، ص 157 ــ 158 ) .
وقال الأستاذ سليمان صالح محمد مصطفى المسعودي : " أودّ أن أشير إلى أنّني كنت قد قمت بثلاث زيارات لفضيلة الشيخ مشهور الضامن ..... وفي جميع زياراتي الثلاث له كان يؤكّد على سبع نقاط هي :
1ــ الأولى أنّنا ( المساعيد ) من عرب المساعيد من هذيل وأنّ هذيل هو الجد الثامن " ، وقال : "الثالثة أنّنا ( المساعيد ) من وادي الحرير في الحجاز ، وأنّنا من جماعة عبد الله بن مسعود " ( جريدة المدينة ، العدد 191 ، ص 29  ) .
وقال : "  نقل شيخنا الجليل هذه المعلومة بأمانة عن أجداده الكرام ، حيث أنه لم يكن باحثا في الأنساب ولا مهتما بها ، وهو خير من نقل بأمانة ، ونقله أننا من هذيل وأنه الجد الثامن سمعتها منه أكثر من مرة باذني وأنه نقلها من غيره " أ . هــ .
وقال : "  قال الشيخ الأمير مشهور الضامن رحمه الله : إننا ننتسب إلى هذيل ، وإنّ الجد الثامن هو هذيل ، وهذا القول سمعته منه رحمه الله بأذني ولأكثر من مرّة وشدّدت عنده على القول في ذلك ومن أين أخذه فقال : هكذا سمعته " أ . هــ .
وجاء في نص أثري نفيس جدّاً يعود إلى الثامن من ذي الحجة سنة 777هــ الموافق 29 / 4 / 1375م وجد مسطورا على حجر تم العثور عليه في أذرح في جنوبيّ الأردن سنة 1384هــ 1964م ، وهذا الحجر حجر مربّع طول ضلعه 36 سم جاء ما نصه بحرفه ــ الآتي تالياً ــ كما أورده الأستاذ محمود العابدي ــ رحمه الله تعالى ــ وهو أحد روّاد علماء الآثار في الأردن في حديثه عن أذرح : " في سنة 1964 أحضر محافظ معان حجراً مربّعاً طول ضلعه 36 سم وقد قرأ ما كُتب عليه :
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد عبدك ورسولك وشفيع
المسلمين وخاتم النبيين وامام المهتدين
ورسول رب العالمين كما بلغ رسالتك
وجاهد في سبيلك حق جهادك
وكتبه جماعة رجب الزبيدي من المساعيد
من عدنان في جبل بني هلال غفر الله له
ولوالديه ذو الحجة الثامن من عام سبعماية وسبع وسبعين
(الآثار الإسلاميّة في فلسطين والأردن ، ص 271 ــ 272 ) .
 
قلت : هذا نصّ صحيح صريح بأنّ المساعيد قبيلة عدنانيّة ، وهذا يتّفق مع موروث قبيلة المساعيد الذي قاله الشيخ مشهود الضامن بأنَّ المساعيد من هُذَيْل .
ويتّفق هذا النصّ مع موروث لقبيلة زبيد في فلسطين ، فقد ذكر الأستاذ عبد الهادي جرّار ( ت 1980 م )  ــ رحمه الله تعالى ــ في حديثه عن آل جرّار من فروع الشُّقران أنّ السُّلطان صلاح الدِّين الأيّوبي أنزل قبيلة هُذَيْل ببلاد الكرك ، وقال : " لقد رأى ذلك القائد الملك المنقذ حفاظاً على الدِّيار الشّاميّة وإسلامها وإضعافاً للّقوى الصّليبيّة الباغية التي تحتلّ بعض أجزاء القطر الشّامي في إمارات إنطاكية وطرابلس وبيت المقدس أنْ يحيط تلك الإمارات بقوى عربيّة وإسلاميّة فتيّة تهدّد أمنها وتعرقل مواصلاتها وتنتزع أطرافها وثغورها ، لذا فقد أقطع العشائر العربيّة والقبائل التركمانيّة الأقاليم والنّواحي المجاورة لتلك الإمارات الصليبيّة .... وأعطى بعض بطون قبيلة هُذَيْل المضريّة نسباً والنجديّة موطناً بعض نواحي الأردن الشرقيّة ، وذلك صدّاً لكلِّ توسّعٍ صليبيٍّ تقوم به إمارة الكرك وقلعة الشّوبك ، وقد برهنت الأحداث التي تعاقبت على القطر الشّامي طيلة القرن الثّالث عشر ميلادي على حكمة صلاح الدِّين وبعد نظره . لقد نزلت بطون هُذَيْل في المنطقة الممتدّة من قلعة الكرك شمالاً إلى بلدة الطّفيلة جنوباً ، وكان بين تلك البطون فخذ الشُّقران ، وقد أقام أبناء هذا الفخذ في جوار إحدى القلاع الصليبيّة المجاورة للّكرك والمعروفة اليوم ببلدة القسطل ، وفي أواخر القرن الثّالث عشر منح السّلطان الظّاهر بيبرس شيخ هذا الفخذ قلعة القسطل ، فاتّخذها قاعدةً له يمتنع فيها إذا ما مسّه ضرّ " ( تاريخ ما أهمله التّاريخ ، عبد الهادي جرّار ، ص 79 ــ 80 ) .
 
قلت : الشقران هؤلاء فرع من قبيلة زبيد ، قال الأستاذ إحسان النمر في ذكر شقير على حسب روايتهم : " هم أخوة إجديف وشريف وسحيم " ( تاريخ جبل نابلس والبلقاء ، ج 2 ، ص 556 ) .
 
قلت : شقير هو جدّ الشقران وإجديف تصحيف إشديف ، وهو جدّ الشديفات مع بني حسن ، وسحيم هو جدّ السحيمات في بلاد الكرك .
وقال الأستاذ عليّان رزق الخوالدة في حديثه عن الشديفات : " يصرّح أغلب أبناء الشديفات أنّ أصلهم من قبائل زبيد ، وأنّهم جاءوا من الديار الشامية بمرافقة أقاربهم الشرفات والسحيمات والشقران " .
وقال : " ارتحلوا باستثناء عشيرة الشرفات ، ومن خرج منهم انشقّوا على أنفسهم ، فمنهم من ذهب إلى بلدة عرّابة في فلسطين ، ويقال لهم اليوم الشقران نسبة إلى جدّهم شقير أخي شديف ، ومنهم من أقام في الكرك ، وهم السحيمات " .
وقال في ذكر السحيمات : " جدّهم الأعلى سحيم وهو الأخ الثاني لشديف " ( القول الحسن في تحقيق أنساب بني حسن ، ص 250 و 206 ) .
وقال معالي المهندس علي السحيمات في ذكر السحيمات : " جاءت التسمية من جدّهم المدعو سحيم ، ويقال أنّ شقيقه شديف سكن مع بني حسن وعقّب عشيرة الشديفات ويسكنون منشية بني حسن " ( مقدمة لدراسة العشائر الأردنية ، ، ص 735 ) .
4ــ وقال الأستاذ نسيم العكش : " أصل الشديفات من منطقة الرقة من قبيلة زبيد من جبل العرب من سوريا ، وقد قدم من سوريا ثلاثة أخوة وهم :
1ــ شديف جدّ عشيرة الشديفات .
2ــ سحيم جدّ عشيرة السحيمات المتواجدين في الكرك .
3ــ شقير جدّ عشيرة الشقيرات المتواجدين في فلسطين .
وقد استقر شديف وسحيم في الأردن " ( العشائر الأردنيّة بين الماضي والحاضر ، ج 1 ، ص 312 ) .
وقال الشيخ محمود الشرف شيخ عشيرة الشرف : " المقصود بالعشيرة التي تنحدر من سلالة الزبيد فهي عشيرة الشرف التي يجمعها لعشائر الشديفات صلة القربى والمودّة والنسب وبعشائر السحيمات والشقيرات أيضاً، حيث انّهم يجمعهم جميعاً أصول أجدادهم الأربعة سحيم وشريف وشقير وشديف الذين قدموا إلى الأردن وفلسطين باستثناء أخيهم الأكبر شريف الذي استقر مع عشيرته الأم الزبيد " .
وقال : " وتتواجد عشيرة الشرف في البادية الشمالية بالمفرق والنهضة وجابر والبويضة في الرمثا " (  التمثيل العشائري والعائلي في الحكومات الأردنية ، الجزء الثاني ، ص 206 ، جريدة العرب اليوم ، عدد 750 ، ص 10 ) .
ونقل الأستاذ نسيم العكش عن الشيخ محمود بخيت الشرف قوله : " أصل عشيرة الشرف من عشائر قبيلة زبيد " .
وقال : " وهم في الأصل أربع أخوة وأخت واحدة وهم شرف وسحيم وشقير وشديف وأختهم شقرا " .
وقال : " تفرّق الأخوة فذهب شديف إلى منطقة البلقاء في الأردن وسحيم إلى منطقة الكرك جنوب الأردن وشقير إلى فلسطين واستقرّ شرف في السويداء بسوريا وكّون عشيرة الشرف " ( العشائر الأردنيّة بين الماضي والحاضر ، الجزء الرابع ، ص 126 ) .
 
قلت : يتّضخ مما سبق عرضه أنّ الشقران والشديفات والشرف والسحيمات يحفظون صلة النسب فيما بينهم ، كما يفيدنا موروث عشائر الشديفات والشرف أنّهم من فروع قبيلة زبيد في حوران .
وخلاصة ما سبق نجملها فيما يلي :
1ــ يفيدنا الموروث القبلي أنّ الشقران فرع من قبيلة زبيد .
2ــ يفيدنا النقشّ المؤرّخ لجماعة بن رجب الزبيدي عام 777 هــ أنّ قبيلة زبيد من المساعيد .
3ــ يفيدنا الموروث القبلي أنّ قبيلتي المساعيد والشقران من فروع قبيلة هذيل .
4ــ يفيدنا النقشّ المؤرّخ عام 777 هــ لجماعة بن رجب الزبيدي أنّ قبيلة المساعيد من عدنان .
وهذا يعني أنّ زبيداً ( أصل الشقران ) من المساعيد ، وأنّ المساعيد من هذيل ، وأنّ هذيلاً من العرب العدنانية ، هذا ما تحقّق بيانه والله تعالى أعلم .

[1] التعليقات والنوادر ، القسم الرابع ، ص 1875
[2] المصدر السَّابق ، القسم الرابع ، حاشية ص 1875
[3] مختصر اقتباس الأنوار والتماس الأزهار فى أنساب الصحابة ورواة الآثار ، ورقة 101 ، رسم المسعوديّ ، وانظر : التعليقات والنوادر ، القسم الرابع ، حاشية ، ص 1875
[4] تاريخ اليعقوبي ، المجلّد الأوّل ، 197
[5] المعارف ، ص 65
[6] جمهرة أنساب العرب ، ص 197 و 198
[7] المصدر السَّابق ، ص 466
[8] التعليقات والنوادر ، القسم الرابع ، ص 1875
[9] جمهرة النّسب ، تحقيق محمود فردوس العظم ، ج 1 ، ص 190 و 188 ، جمهرة النسب ، تحقيق عبد الستّار أحمد فرّاج ، ج 1 ، ص 506  و 505 و 498 و 497 ، جمهرة النّسب ، تحقيق الدكتور ناجي حسن ، ص 132 و 131 و 130 ، جمهرة النسب ، تحقيق نهاية سعيد عبد الله سلمان ، القسم الأوّل ، ص 96 و 95

هناك تعليق واحد: