نصٌّ دامغٌ في نسبة قبيلة حربٍ إلى خولان : الشريف قتادة يعيد طائفةً من حربٍ إلى موطنهم في صعدة عام 603 هــ



سبق أن بيّنت نسب قبيلة بني حرب في بلاد الحجاز في تعقيب على الشيخ أبي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري بعنوان ( نسب حرب بين الهمداني والظاهري ) في مجلة العرب، سنة 30 ، ج 7 ، محرّم وصفر 1416 هــ / حزيران وتمّوز 1995 م ، ص 487 ــ 500 ، وأنّها كما نصّ عليه الهمداني من قبائل خولان القضاعية ، وأوردت النصوص المؤيدة لما ذكره الهمداني كما هو موضّح في التعقيب أدناه .
ومن بين النصوص الدامغة على صحّة نسب قبيلة حرب إلى خولان ، وهم بنو حرب بن سعد بن سعد بن خولان نصٌّ يعود إلى مطلع القرن السابع .
قال يحيى بن الحسين بن قاسم في ذكر حوادث عام 603 هــ : " وفي هذه السنة وصلت طائفة من بني حرب بأهلهم وأولادهم إلى صعدة ، أجلاهم عن مساكنهم وهي بين المدينتين ــ الشريف قتادة بن إدريس " أ . هــ
 


قلت : هذا النصّ يبيّن ما يلي :
1ــ أن الذي قام بإجلاء بني حرب هؤلاء هو الشريف قتادة بن إدريس وهو أمير مكة وتوابعها .
2ــ أنّ بني حرب هؤلاء تمّ إجلاؤهم إلى صعدة في بلاد اليمن .
3ــ أنّ الإجلاء كان لطائفة من بني حرب وليس لقبيلة حرب .
وكان بنو حرب كما في أخبار عام 603 هــ قد عاثوا فساداً في بلاد الحرمين واعتدوا على الحجّاج ممّا دفع الشريف قتادة إلى إجلاء هذه الطائفة عقوبةً لهم وتخلّصاً من شرورهم .
وصعدة التي أجليت هذه الطائفة من حرب إليها هي من بلاد خولان . قال ابن سعيد المغربي : " خولان لهم بلاد متسعة مشهورة في جانب اليمن إلى جانب صعدة ، ولم ذكر نابه في الشرق والغرب " أ . هــ
وصعدة هي موطن بني حرب الذي أجليت منه عام 131 هــ حيث أجلاهم محمد بن أبان بن حريز الخنفري . قال الهمداني في كتابه الإكليل : " هو الذي أخرج بني حرب بن سعد وبني غالب بن سعد إلى عروان وإلى العرج " ، وقال : " قالت علماء صعدة : إنّ بني حرب أجلت عن صعدة في سنة إحدى وثلاثين ومائة " أ . هــ
وهذا يشهد لصحّة ما ذكره الهمداني عن نسب قبيلة حرب ، وفي هذه النصّ فوائد منها :
1ــ أنّ الدولة في الحجاز بقيادة الشريف قتادة كانت على معرفةٍ وعلمٍ بنسب قبيلة وموطنها الذي قدمت منه عام 131 هــ لذلك قام الشريف قتادة بإعادتهم إلى موطنهم الذي جلوا منه وهي ديار أصلهم خولان .
2ــ أن قبيلة خولان كانت على معرفةٍ وعلمٍ بأنّ قبيلة حربٍ منها نسباً ، وأنّها كانت تقطن بلاد صعدة ، لهذا لم يعترض أحدٌ على رجوع بني حربٍ واستقرارهم في ديار خولان ، فالنسب معروفٌ غير مجهولٍ رغم مضيّ قرونٍ عديدة على انفصال بني حرب في الحجاز عن قومهم خولان في بلاد صعدة .
ولو لم يكن هذا صحيحاً لما رضيت قبيلة خولان باستقرار هؤلاء في ديارهم ، فالقبائل لا تسلّم بنزول فرق أو عشائر أو طوائف للنزول في بلادها إلّا في حال اللجوء والتحالف ، فلطالما قامت الحروب بسبب النزاع على الديار .







هناك 6 تعليقات:

  1. هلا ذكرت المصدر اسم الكتاب

    ردحذف
  2. اخي الكريم الخبر يخص (بني حراب) من الأشراف ولا يخص (قبيلة حرب) فما ورد في المصدر (بني حراب) وليس (بني حرب) تصحف عن الأشراف (بني حراب) الحسنيين فالمقصودون هنا هم الأشراف بنو حراب فهم الذين أجلاهم قتادة الحسني
    وذلك لأن الأحداث التاريخية في تلك الفترة التي نقلها المصدر تتسق مع هذا ، إذ أن بني حراب جلوا بسبب حروبهم مع قتادة بعد عام 598 واتفق في سنة 604 وما بعدها مخاطبات بينهم وبين عبدالله بن حمزة

    ردحذف
  3. المقصود بالخبر بني حراب الاشراف وليس قبيلة حرب

    ردحذف
  4. هم بني حراب وليس بني حرب انظر إلى هذا النص 👇 أما قبيلة حرب فلم تحارب قتادة ابداً بل كانوا أنصاره

    "ومن قرية العلقمية بينبع ظهر مؤسس الطبقة الرابعة من أمراء مكة الأشراف في العام 597هـ (الشريف قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبدالكريم بن عيسى بن حسين بن سليمان بن علي بن عبدالله بن محمد بن موسى بن عبدالله بن موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ويكنى أبا عزيز الينبعي المكي) وكان هو وأهله يسكنون العلقمية من ينبع، وأصبح في قومه رئيساً، فجمعهم، وأركبهم الخيل، وحارب الأشراف بني حراب، من ولد عبدالله بن الحسن بن الحسن، وبني علي، وبني أحمد، وبني إبراهيم. ومن دوافع توجهه إلى مكة ما وصله من أخبار بني عمه الهواشم بني فليته من انهماكهم في اللهو، وتبسطهم في الظلم، وأعد نفسه وقومه وتوجه إلى مكة وقيل إنه لم يذهب بنفسه بل بعث ابنه حنظلة فملك مكة، وخرج منها مكثر بن عيسى بن فليته آخر أمراء مكة من الهواشم"

    ردحذف
  5. جاء في مجموع مكاتبات الامام عبدالله بن حمزة (ع)
    ٥٦١ - ٦١٤ هجري
    👇


    "وكتب عليه السلام في آخر الكتاب إلى الشرفاء الحرابيين وقد أحاطت بهـم ألـوف مـن قبائـل خولان وأرادوا إهلاكهم وحصروهم من الماء أيام ًا حتى أشرفوا على التلف فصدقوهم القتال, وقتلوا منهم طائفة
    اعلموا أن الحادث عليكم من جملة الفتوح لما أظهر االله سبحانه مـن نجـدة أهـل هـذه البيـت وشرفهم وصبرهم, ولو أن جند ًا من جنود الضلال وكانت ألف فارس لكانت عليهم الدائرة, فالحمد الله الذي شرف مجدكم, وأسـعد جـدكم, وبـيض االله وجـوهكم, فلقـد بيـضتم وجوهنـا بصبركم وفعلكم, وكنتم كما قال الشاعر: ومــــا يــــضرك يــــوم كنــــت فارســــه وكــــان غــــيرك فيــــه العــــاجز الــــصرع ولـيس مـا ضـاع بـضائع, ولا هـو عنـد العـاذرين بفائـت, مـن وجـدناه عقربيـ ًا عرقبنـاه, أو أصرمومنا صرمناه, أودهكنا دهكناه, ولا نستثني في ذلك إلا مشيئة االله, وعلـم االله لقـد غمنـا هذا الأمر وسرنا, أما غمه لنا فخطره, وأما مـسرتنا فـبما ظهـر مـن النجـدة والجـودة, والأفعـال المحمودة, بالتوفيقات النبوية, والعزائم الماضية العلوية "

    ردحذف
  6. وبهذا يتبين أن النص لا علاقة له بقبيلة حرب وبالتالي فالاستدلال به على انتساب قبيلة حرب إلى خولان باطل

    ردحذف